تبدأ الحكاية من كلمة طيبة تغيّر مزاج يومٍ كامل، ومن نظرة احترام تعيد للقلوب اتزانها؛ فاللطف ليس مجاملة عابرة، بل قوة ناعمة تشكّل البيئة المدرسية وتضبط علاقاتها بصورة أعمق مما تفعله العقوبات وحدها. حين يختار الطالب أن يكون لطيفًا، فهو لا ينسحب من المواجهة، بل يختار شكلًا أعلى من الشجاعة: شجاعة ضبط النفس، والإنصاف، وحماية الضعيف، ورفض السخرية حتى لو ضحك الجميع.
في مواجهة التنمر، يثبت اللطف أنه خط الدفاع الأول؛ لأنه يغيّر قواعد اللعبة من جذورها، فيحرم المتنمر من وقود الاستفزاز، ويمنح الضحية سندًا إنسانيًا يعيد إليها الإحساس بالقيمة والانتماء. وما بين الطرفين يقف “الصديق الشاهد” الذي يختار ألا يصمت: كلمة دعم، إبلاغ واعٍ، واصطفاف إلى جانب الحق؛ فتتحول الساحة من دائرة إيذاء إلى حلقة تضامن.
ليكن شعار اليوم الدراسي: قوتك في لطفك. قوةٌ تُرى في التحية الصادقة عند الباب، وفي مشاركة المقعد والدفتر، وفي الاعتذار السريع عند الخطأ، وفي الامتناع عن إعادة نشر مقطع يُسيء لزميل على منصات التواصل. بهذه التفاصيل الصغيرة تُبنى مدرسة آمنة، يتعلّم فيها الجميع بلا خوف، ويجرّبون النجاح بلا سخرية، ويكتشف كل طالب أن اللطف ليس ضعفًا، بل أعلى أشكال القوة التي تصنع إنسانًا يثق بنفسه ويُشعر من حوله بالأمان.
فضلاً وليس أمراً اطلع على الملف المرفق